وتقول المدير الرئيسي لإدارة المشاريع وتميز العمليات في البنك الأردني الكويتي، أسماء العبادي، لطلبة جامعة الزرقاء ضمن جلسات برنامج اسأل الخبير المالي والبنكي الذي تنفذه مؤسسة إنجاز بالتعاون مع البنك الأردني الكويتي، إن الطموح ليس له حدود، والتطور العلمي والعملي مطلوب خلال مرحلة الدراسة والعمل.
وبدأت العبادي جلستها بالعودة إلى دراستها تخصص هندسة الكمبيوتر في جامعة البلقاء التطبيقية، وعن عملها خلال فترة الجامعة، مشيرة إلى ضرورة تأهيل الذات من خلال استغلال الدورات والفرص التطوعية التي يقدمها مركز التدريب في الجامعة.
وأكدت أن هذا يؤهل الطالب على المستوى الشخصي وليس فقط الأكاديمي، فالوظيفة تحتاج إلى مهارات منها البسيطة مثل الاتصال والتواصل، وبناء فريق العمل بالإضافة إلى شهادات مهنية متخصصة وتحسين مستوى اللغة الانجليزية.
وبينت أن حصولها على الدورات ساعدها بإيجاد وظيفتها الأولى بعد التخرج، حيث عملت محاضرة في كلية الأميرة ثروت مدة 6 أشهر، ثم قررت تطوير نفسها أكثر والبحث عن مجالات جديدة وكان الاختيار في مجال البنوك لتنوع فرص العمل والتطوير.
وعملت العبادي على تغيير مجال عملها من محاضرة في قسم الكمبيوتر والشبكات إلى إدارة وتنفيذ المشاريع في البنوك، مؤكدة أن هذا العمل لا يتطلب فقط تخصص الهندسة بكافة مجالاته أو تخصص تكنولوجيا المعلومات للقبول في وظيفة إدارة المشاريع، بل قد يتيح للخريجين من تخصصات أخرى على سبيل المثال إدارة الأعمال، والعلوم المالية والمصرفية، والتجارة الإلكترونية، وتحليل البيانات وذكاء الأعمال التقدم لهذه الوظيفة كون طبيعة المشاريع مختلفة ومتنوعة في مجال البنوك.
وأشارت العبادي إلى أن البحث عن وظيفة بات أكثر سهولة عما كان قديما، مع وجود مواقع التوظيف المتعددة ووسائل التواصل الاجتماعي وشركات التوظيف الإلكترونية، التي تتيح تقديم السيرة الذاتية عبر الإنترنت وعمل مقابلة شخصية أو مهنية عبر وسائل التواصل المرئي وتقديم الاختبارات اونلاين عبر الإنترنت.
وأشارت العبادي لأهمية التحلي بالثقة عند التقدم للوظيفة والمقابلة الشخصية مع الموارد البشرية أو مسؤول العمل، وبالأخص الخريجين الجدد مما يتيح فرصا متنوعة يمكن لمسؤول التوظيف عرضها على الخريج حسب نوع التخصص والمهارات والقدرات الفنية والشخصية.
وبينت أن البنوك الآن لديهم برنامج تدريبي للموظفين الجدد على كافة الخدمات البنكية بمدة تتراوح من 3 الى 9 أشهر أو حتى أكثر، لإكسابهم خبرة علمية وعملية في مجال العمل وبعد انتهاء فترة التدريب يكون الموظف قادرا على اختيار المجال المناسب له وبما يتوافق مع رغباته وطموحه.
وتحدثت العبادي عن الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك التي تتناسب مع أنشطة واحتياجات العملاء ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية ولكافة الشرائح المجتمعية من الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة داخل وخارج الأردن مثل (خدمات إدارة النقد والتمويل والاستثمار، الحسابات المصرفية، العمليات التجارية، حلول المدفوعات، القروض والتسهيلات بكافة أنواعها، صناديق الاستثمار) بالإضافة إلى خدمات قنوات الإلكترونية عبر الهاتف النقال أو الإنترنت البنكي لتعزيز المعرفة البنكية / المصرفية لدى الطلاب وأشارت إلى أهمية مجال أمن المعلومات والأمن السيبراني وحماية البيانات في حماية بيانات العملاء والتطبيقات والتكنولوجيا من أي هجمات أو اختراقات أو حركات مشبوهة يتم مراقبتها ومنعها للحفاظ على بيئة مصرفية آمنة.
كما أوضحت مراحل التطور في المعاملات البنكية من خلال القنوات الإلكترونية الجديدة مثل فتح الحسابات أو المحفظة الإلكترونية أو التقدم بطلب قرض من خلال الهاتف النقال بدلا من زيارة الفرع بالإضافة إلى الدفع من خلال الخاصية اللاتلامسية في البطاقات أو من خلال تفعيل الدفع من خلال الهاتف النقال بدل من استخدام البطاقة الائتمانية.
وبينت العبادي أن التخصصات الجديدة في تحليل البيانات وذكاء الأعمال تلاقي إقبالا شديداً في الجامعات وكذلك الحال في التوظيف في المصارف حيث يتم رفد الموظفين الجدد لدورات عديدة على أحدث البرامج في هذه المجالات لتحليل البيانات واستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتطبيقه في عدة مجالات في القطاع المصرفي.
وأشارت العبادي إلى أهمية التخطيط لاختيار التخصص الذي يتوافق مع مستجدات سوق العمل، فالعديد من الدراسات على سبيل المثال أظهرت أن الذكاء الاصطناعي قد ينهي 1.8 مليون وظيفة لكنه سيخلق 2.8 مليون وظيفة جديدة.
العبادي تحدثت للطلبة عن أهمية عدم الخوف من التغيير، واتخاذ مسار مختلف في الدراسة أو المهنة، والحصول على دورات تدريبية وفرص تطوعية بشكل مستمر، بالإضافة إلى البحث عن فرص عمل بديلة تتوافق مع احتياجات سوق العمل.
يذكر أن برنامج اسأل الخبير المالي والبنكي يتم تنفيذه بالجامعات ضمن تعاون بين مؤسسة إنجاز والبنك الأردني الكويتي، ويتضمن البرنامج جلسات حوارية تفاعلية بين الطلبة ومجموعة من أصحاب الخبرة في البنك الأردني الكويتي لتعريف الشباب بفرص العمل الجديدة التي يتضمنها هذا القطاع، والإجابة على استفساراتهم، كما يشارك هؤلاء الخبراء قصص نجاحهم ومراحل تطورهم الوظيفي مع الطلبة، مما يسهم في توعيتهم مهنيا ويصقل مهاراتهم، ويساعدهم في اختياراتهم المستقبلية بما يتوافق مع قدراتهم ومؤهلاتهم ورغباتهم.
