وفد "حماس" في القاهرة لبحث الهدنة بحضور مصري وقطري وأميركي

التهديد باجتياح رفح يناقض تطمينات الانفراج

آلية من الاحتلال تهدم منزلا بدير الغصون في طولكرم بعد قصفه واستشهاد 5 مقاومين فلسطينيين داخله - (وكالات)
آلية من الاحتلال تهدم منزلا بدير الغصون في طولكرم بعد قصفه واستشهاد 5 مقاومين فلسطينيين داخله - (وكالات)

تزداد التطمينات الصادرة من القاهرة بوجود أفق للانفراجة القريبة مع عودة وفد حركة "حماس" إليها لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحضور مصري وقطري وأميركي، وربما إسرائيلي لاحقاً، ولكنها تتناقض مع رفض حكومة الاحتلال وقف الحرب، وسط تعهد واشنطن بصيغة تسوية للتهدئة تنتهي بإنهاء العدوان الكامل.

اضافة اعلان


وما تزال الخلافات عالقة حيال قضايا إنهاء العدوان والانسحاب الكامل وعودة النازحين، ما لم يتم التوصل إلى تسوية بشأنها، استناداً إلى الصيغة التوافقية التي توصل إليها الوسيط المصري للكثير من نقاط الخلاف، وسط تأكيد وسائل إعلامية مصرية حدوث تقدم ملحوظ في المفاوضات.


ويتألف الاتفاق من ثلاث مراحل مترابطة، المدة الأولى منه 40 يوماً، والثانية 42 يوماً، والثالثة 42 يوماً، يجري خلالها وقف إطلاق النار، وتبادل أسرى، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، فيما يجري في المرحلة الثانية بحث "الهدوء المستدام" بالقطاع.


ووفق ما تردد في الأنباء؛ فإن الولايات المتحدة تعهدت بأن يتحول الهدوء إلى وقف إطلاق نار "متدحرج ودائم" بعد المرحلة الأخيرة.


وفي حين تواجه حكومة الاحتلال انقساماً داخلياً عميقاً حول العدوان ضد غزة، قياساً باستطلاعات الرأي العام الإسرائيلي التي تؤشر للتباينات الحادة بتأييد أكثر من نصف الإسرائيليين للتهدئة وتبادل الأسرى، فإنها ستشهد أيضاً ضربة قاصمة خلال الأسبوع الحالي بعقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجماعية في غزة.


ويشكل تعنت رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، العائق الأساسي أمام التوصل لاتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، في ظل تأكيده مواصلة عدوانه ضد القطاع والاستعداد لتنفيذ عمليته العسكرية الواسعة لاجتياح رفح.


يأتي ذلك بينما يتم استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بوصول وفد من حركة "حماس"، ومدير المخابرات الأميركي ويليام بيرنز، ووفد قطري، إلى القاهرة، وسط مفاوضات مكثفة برعاية قطرية مصرية أميركية، لوقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل للأسرى في غزة.


وقالت حركة "حماس" إن توجه وفدها إلى القاهرة يأتي في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الوسطاء في مصر وقطر، مؤكدة تعاملها بإيجابية مع مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخراً.


وشددت على أن قوى المقاومة الفلسطينية عازمة على إنضاج الاتفاق، بما يحقق مطالب الشعب الفلسطيني بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة السكان وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى.


بدورها، أكدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أن "مطالب المقاومة واضحة وهي وقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإجراء صفقة تبادل حقيقية، وعودة جميع النازحين إلى بيوتهم التي هجروا منها".


وقالت الجبهة الشعبية، في تصريح لها أمس، إن "هناك تنسيقاً كاملا ومستمراً وعلى الدوام، بين فصائل المقاومة الفلسطينية كافة، وهناك إجماع على مطالب المقاومة".


وتابعت أنه "لن يكون هناك أي تقدم في المفاوضات إلا برضوخ الاحتلال لهذه المطالب العادلة، والكرة الآن في ملعب الاحتلال الذي ما زال يراوغ ويتعنت ولا يريد الاستجابة لهذه المطالب، خاصة من قبل رئيس وزراء العدو "نتنياهو" لحسابات سياسية ضيقة".


وشددت على أن "فصائل المقاومة جاهزة للتعامل مع كافة الخيارات وأي تطورات ميدانية، ومواصلة الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني، والتصدي لأي عدوان صهيوني خاصة على مدينة رفح".


وفي الأثناء؛ من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، خلال الأسبوع الحالي، اجتماعاً مغلقاً بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة، بطلب من جمهورية الجزائر.


وطالبت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيرش بإجراء تحقيق دولي مستقل بشأن المقابر الجماعية داخل مستشفيين في قطاع غزة، وهما: مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، ومجمع ناصر الطبي بخان يونس.


وقد تم اكتشاف مقبرتين في مجمع الشفاء، والعثور على 500 جثمان، فيما اكتشف ثلاث مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي، وعثر على 395 جثمانا، منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.


ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، الذي أدى لارتقاء 34 ألفاً و654 شهيداً، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 77 ألفاً 908 فلسطينيين، في حين ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.


وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر بحق العائلات الفلسطينية في القطاع، أسفرت عن استشهاد 32 فلسطينياً، وإصابة 41 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.


وأوضحت أن عدداً من الضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.


وفي الضفة المحتلة أستشهد 5 شبان في بلدة دير الغصون شمال طولكرم وفق مصادر أمنية، برصاص جيش الاحتلال الذي احتجز جثامين 4 منهم ارتقوا داخل المنزل.


وكانت طواقم الهلال الأحمر انتشلت فور انسحاب قوات الاحتلال من البلدة بعد ظهر أمس شهيدا من تحت الانقاض، وتم نقله إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بطولكرم، دون معرفة هويته، ليرتفع عدد الشهداء في البلدة الى خمسة.

 

اقرأ المزيد : 

ديمقراطيون يضغطون على بايدن لثني إسرائيل عن اجتياح رفح