في خضم المئات من الفعاليات الثقافية والمعرفية التي يجدها الأطفال وعائلاتهم في أركان مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الحالية، يجد الكثيرون منهم من يذكرهم بأقرانهم من أطفال غزة، الذين ما يزالون يعانون من ويلات الحرب، وذلك من خلال ركن "مؤسسة كلمات" الذي يحمل عنوان "نخيط أملاً لغزة".
مجموعة من الفتيات اليافعات، وقفن بجانب هذه الركن يسألن عن تلك المنتجات التي تم عرضها وصنعت يدوياً من قبل مجموعة من الحرفيين، وكما بينت مديرة المبادرات الخاصة في المؤسسة ريم جاسم، فإن هذه القطع المعروضة جميعها مستوحاة من تراث التطريز الفلسطيني وألوان العلم والكوفية، بهدف دعم الأطفال في غزة، بسبب ما تعرضوا له من ظروف معيشية صعبة جراء الحرب الأخيرة، والتي ما تزال تدور هناك.
وفي حديثها لـ"الغد"، قالت جاسم "إن مبادرة "نخيط أملاً لغزة"، انطلقت في رمضان الماضي، من ضمن الأعمال الإنسانية المتعددة التي تقدمها المؤسسة للأطفال، بيد أنه تم اختيار مهرجان الشارقة للأطفال لهذا العام، ليكون ركن "نخيط أملاً لغزة" حاضراً بين جنبات المهرجان، وقد يكون أيضاً طريقة لتوعية الجيل الجديد بالقضية وتذكيرهم بأهمية أن يكونوا داعمين في مد يد العون لأقرانهم في غزة".
ووفق جاسم، فإن ريع هذه المنتجات اليدوية جميعها يتم تحويله للهلال الأحمر الإماراتي، من أجل المساهمة في حملة "تراحم"، التي أطلقها الهلال الأحمر بهدف دعم ورعاية الأهل في غزة، وذلك من خلال نقاط بيع مختلفة في أماكن عدة في الإمارات، ومن خلال موقعها الإلكتروني https://kalimatfoundation.ae، وتجد إقبالاً من قبل الراغبين في المساهمة في الدعم، والحصول على قطعة "ملابس، حقيبة، بروش، لوحة صغيرة، بطاقة تذكارية"، وجميعها تحمل رمزاً لفلسطين، وباتت من أشكال الدعم للقضية الفلسطينية والمنكوبين في قطاع غزة.
وتبين جاسم، أن مؤسسة كلمات الخيرية، ومنذ سنوات، تقوم بتقديم الدعم للأطفال في دول عدة، سواء في فلسطين والقطاع تحديداً، وبخاصة المكفوفين منهم وضعاف البصر، وكذلك الأطفال اللاجئين في أماكن عدة، كما في مخيمي الزعتري والأزرق في الأردن، اللذين يضمان الآلاف من الأطفال اللاجئين من سورية، بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي.
وبحسب مؤسسة "كلمات"، فإن هذه المبادرة من شأنها أن تؤكد مدى أهمية الفنون والثقافة والمعرفة في بناء جسور الخير والتراحم بين الشعوب، وأن ما تقوم به من أعمال خيرية ما هو إلا صورة من صور التضامن مع الفئات الأقل حظاً والمتضررة في العالم، وبخاصة الأشقاء منهم في بعض الدول العربية.
جاء إطلاق المبادرة، خلال فعاليات مجلس الشارقة الرمضاني 2024 في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، حيث استعرضت المؤسسة المنتجات الجديدة، وما تحمله كل قطعة من معان تعكس الهوية الثقافية والفلكلور والتراث الفلسطيني ورموزه، ومن شأنها أن تحدث تغييرا إيجابيا مستداما وتعزز الوحدة والتفاهم بين الشعوب.
و"كلمات" هي مؤسسة غير ربحية أطلقتها بدور بنت سلطان القاسمي العام 2016 في الشارقة، بهدف رعاية ودعم الأطفال واليافعين ليكونوا قادرين على القراءة والحصول على مصادر الثقافة والمعرفة، خاصة ممن يعانون من ظروف الحروب واللجوء والنزوح القسري، والأطفال الذين يعانون إعاقات بصرية، من خلال تقديم كتب بصرية ومساندة لهم للقراءة والتعلم.
وفي السياق ذاته، تستمر فعاليات مهرجان الشارقة القرائي بمجموعة ممميزة من الزوايا التي تعرض الكثير والممتع في الوقت ذاته من الوسائل التعليمية للأطفال، وبخاصة البصرية منها في أركان عدة، تتضمن ألعاباً وصوتيات ووسائل إيضاح، ويظهر هذا واضحاً لدى التجول في أروقة وقاعات الدورة الـ15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تتواصل حتى 12 من الشهر الحالي في مركز اكسبو الشارقة، حيث يعرض الناشرون المشاركون وسائط تعليمية متعددة، منها المسموعة، والمرئية والتفاعلية.
ومن ذلك، عرض دار أوميجا للنشر والتوزيع بالإمارات مجموعة كتب صوتيات لتعليم الأطفال في مراحل عمرية مبكرة، بحيث يستطيعون استكشاف وتمييز الأصوات، ومنشورات أخرى من دور نشر عربية عدة تتمثل بسلسلة كتب مبسطة للنشء تتضمن كتاب الخبرات والمعارف للأطفال بالصوت والضوء.
كما تم التركيز على الألعاب التعليمية الأخرى والتي تساعد الأطفال على التعلم بصورة أكثر سهولة وإمتاعا، ويمكن استغلالها بشكل عائلي مسلّ، وألعاب الأحجية التي يمكن أن يُستفاد منها لمختلف الأعمار، بالإضافة إلى "وسائل الإيضاح"، التي قد تلبي حاجة ورغبة الأطفال والمدارس للجانب التعليمي، ولتنمية المهارات الحركية عند الأطفال في الحروف الإنجليزية وأجزاء جسم الإنسان، بالإضافة إلى سلسلة حكايات قماشية.
اقرأ أيضاً:
فعاليات معرفية وحرفية تحلق بأطفال "الشارقة القرائي" نحو الإبداع
انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل "كن بطل قصتك" (صور)
