هل تتجاوز مدارس الكورة عقبة "التأهيل" لاستحداث مسار التعليم السياحي؟

احدى مدارس لواء الكورة والذي تفتقد مدارسه لمسار التعليم السياحي-(الغد)
احدى مدارس لواء الكورة والذي تفتقد مدارسه لمسار التعليم السياحي-(الغد)

إربد- تسبب غياب بنية تحتية مؤهلة، في مدارس لواء الكورة، بعدم القدرة على استحداث شعبة مسار "التعليم السياحي"، رغم رغبة العديد من الطلبة الالتحاق بهذا التخصص، نظرا لاحتواء اللواء على أكثر من 51 موقعا سياحيا وأثريا مسجلا في وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة.

اضافة اعلان

 

 ورغم مناشدات طلبة وأولياء أمور بضرورة استحداث هذ المسار المهني، من أجل تطوير المنتج السياحي ومواجهة النقص الحاد في اللواء، في ظل محدودية الأدلاء السياحيين، إلا أن قلة الإمكانيات لدى مدارس اللواء تحول دون استحداثه.


وحسب أولياء أمور طلبة فإن هناك مئات الطلبة يرغبون بالالتحاق بهذا المسار، وهذا مؤشر ايجابي على توجه الطلبة للالتحاق بهذه التخصصات عن حب ورغبة ونظرا لتميز لواء الكورة بمعالم سياحية وأثرية وبيئية كثيرة بلغت سمعتها الآفاق.


وأشاروا إلى أنهم تقدموا بمذكرة ضمت عشرات التواقيع للجهات المهنية بضرورة استحداث شعبتين لمسار التعليم السياحي، واحدة للذكور وأخرى للإناث في مدارس دير أبي سعيد مركز اللواء، كمرحلة أولى أسوة بباقي تخصصات المسار المهني، إلا أنه وحتى الآن لم يتم استحداث المسار ولم نعرف مبررات ذلك. 


ولفتوا إلى أنه يوجد في اللواء عشرات المواقع السياحية والأثرية المسجلة رسميا في وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة، أبرزها كهف السيد المسيح، ومغارة برقش الجيولوجية وموقع خربة دير العسل "أم النمل" وقرية تبنة العثمانية، إلى جانب أكثر من 120 موقعا غير معتمد، ما يستدعي توفير الأدلاء السياحيين الذين يستقبلون مئات الآلاف من الزوار من داخل الأردن وخارجها على مدار العام، وبالتالي فتح فرص عمل للخريجين وتوفير فرص عمل لمكافحة الفقر والبطالة.


وأكد الطالب محمد الفقيه أن استحداث مسار للتعليم السياحي في لواء الكورة مطلب لعشرات الطلبة، في ظل نقص المؤهلين للعمل في هذا القطاع الحيوي، لافتا إلى أنه يرغب في دراسة هذا المسار وعدم دراسة المسار الأكاديمي الذي يعاني خريجوه من ركود وقلة الفرص في سوق العمل.


وأشار إلى أنه يعتزم بعد الانتهاء من دراسة المسار السياحي، دراسة تخصص السياحة في الجامعة لزيادة إلمامه بمتطلبات القطاع، وخصوصا وأن الجامعات توفر التطبيق العملي في أحد القطاعات، الأمر الذي يتطلب من وزارة التربية والتعليم استحداث هذا المسار في مدارس الكورة بالسرعة الممكنة.


وقال مدير تربية لواء الكورة الدكتور جهاد الروابدة إن العائق أمام استحداث مسار للتعليم السياحي في مدارس اللواء، هو عدم توفر البنى التحتية المطلوبة لهذا المسار والمدارس غير مؤهلة بالرغم من أن اللواء يعتبر من الألوية السياحية، ويشهد حركة سياحية نشطة، خلال الصيف والربيع.


وأشار إلى أن المديرية قامت باستحداث العديد من المسارات المهنية ضمن المسار المهني التقني (BTEC) وبدأ الطلبة بالتسجيل بتلك المسارات، مؤكدا أن الأولية في المرحلة المقبلة ستكون منصبة على استحداث مسار التعليم السياحي في ظل وجود العديد من الطلبة الذين يرغبون في التسجيل بهذا المسار.


وتبدأ المسارات التعليمية للطلبة من الصف العاشر وتشمل المسار المهني التقني (BTEC)، والمسار الأكاديمي.


وقال المتخصص في المجال السياحي الدكتور أحمد جبر الشريدة إن لواء الكورة يتميز كما ألوية محافظة اربد بالعديد من المواقع الأثرية المهمة مثل الأودية الجميلة كوادي الريان وزقلاب ومغارة برقش وطاحونة عودة وغيرها من مئات المواقع، ويعتبر اللواء الواجهة السياحية الأولى في محافظة إربد والشمال، نظرا لتنوع أنماط السياحة، كالسياحة البيئية والطبيعية والأثرية والثقافية.


ودعا إلى أهمية وجود مسار للتعليم السياحي في مدارس اللواء، ليوفر مستقبلا لشبان يعملون في برامج الأدلاء السياحيين لخدمة قطاع السياحة، آملا أن تقوم وزارة التربية والتعليم باستحداث هذا المسار خلال العام المقبل نظرا لوجود مطالبات شعبية باستحداثه، وليكون نواة حقيقية تنطلق منه السياحة في اللواء.


وقال الشريدة إن التعليم السياحي يعتبر واحداً من أهم محاور التعليم المهني، ومنذ العقد الماضي تحولت مفاهيم التعليم المهني المستند على الجانب التدريبي، إلى تعليم مهني يستند على الجانب التدريبي والتعليمي، مما سيؤدي إلى تخريج الأيدي العاملة المدربة والمؤهلة وفق أحدث المواصفات القياسية والمعايير الدولية، لذا فإن الاعتماد على منظومة التعليم المهني (BTEC) أصبحت حاجة ملحة في التعليم السياحي.


وأكد أن هذا المسار يعطي الفرصة للطلبة في الجامعات بتغيير أنماط التعليم الكلاسيكية التقليدية، ويصبح الطالب هو محور العملية التدريبية التعليمية، إلى جانب التركيز على التطبيقات العملية في التعليم السياحي، مما يتطلب توفير أعضاء هيئة تدريس ومختبرات قادرة على مواكبة هذا التطور الكبير في نهضة التعليم المهني السياحي والفندقي.


وأشار إلى أن بإمكان الطالب بعد الانتهاء من الصف الثاني عشر الالتحاق بسوق العمل مباشرة بعد الحصول على مزاولة مهنة، من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، أو الالتحاق بالمستوى التالي في الجامعات والكليات التقنية التي تعتمد (BTEC).


بدوره، قال عميد كلية السياحة في جامعة اليرموك الدكتور أكرم رواشدة إن قطاع السياحة هو القطاع الثاني من حيث المساهمة في الناتج الإجمالي القومي، إذ بلغت نسبته 15 %، وهذا القطاع يحتاج إلى جهود كالقطاعات الأخرى للنهوض به.


وأشار إلى أن هذا القطاع هو الوحيد ما بين القطاعات الذي يأتيه المستهلك وهو يعتبر من أقل وأسهل التكاليف من ناحية الاستثمار به، لافتا إلى أن هذا القطاع يشغل ما يقارب 60 ألفا بشكل مباشر، ويوفر 3 آلاف فرصة عمل سنوية بمختلف القطاعات، سواء الفنادق والمطاعم والأدلاء أو النقل، إضافة إلى أن القطاع يشغل أضعاف هذا الرقم بشكل غير مباشر.


وأشار إلى أن استحداث وزارة التربية والتعليم لمسار التعليم السياحي في المدارس من شأنه تثقيف الطلبة بأهمية السياحية، لافتا إلى أن النظام يخرج الطالب من النظام التقليدي في التعليم ويقوم على نظام المشاريع ويكسب الطالب مهارات مختلفة.


ولفت الرواشدة إلى أن هذا النظام مدته 3 سنوات في المدارس يبدأ من الصف العاشر وبعدها إذا أخفق الطالب في امتحان الثانوية العامة يحصل على شهادة مزاولة المهنة وفي حال كان معدله متوسطا يتم إلحاقه في إحدى الكليات السياحية للحصول على الدبلوم وفي حال حقق معدلا مرتفعا يلتحق بالتعليم الجامعي.

 

 

اقرأ أيضا:

 

رغم احتوائها على 100 موقع أثري وطبيعة خلابة.. الكورة خارج الخريطة السياحية